هل تتعارض الشورى مع مبدأ قضاء الحوائج بالكتمان




01)       في الحث عن الشورى:

     عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ( مَنْ أَرادَ أَمْراً فشاوَرَ فيهِ و قضى، هُدِيَ لأَرْشَدِ الأُمُورْ )( الدر المنثور ص 106).
     وقال: ( ما شقي عبد بمشورة، و لا سعد باستغناء رأي )( تفسير أبو الفتوح، ج10، ص 56).

02)  في الحث عن قضاء الحوائج بالكتمان:
عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود )( رواه الطبراني في الثلاثة ).
أولا دعني أقدم لك قصة قصيرة من أرض الواقع مفادها أن أحد الأصدقاء أراد أن يتزوج يوما، فذهب إلى أقرب أصدقاءه يستشيره في إحدى الفتيات التي كانت تعمل معهما في نفس الإدارة، و الواقع أن الفتاة كانت في منتهى التربية و الأخلاق حتى أنه لا يكاد يختلف اثنان على ذلك، و بالفعل أشار عليه صديقه المقرب بالزواج بها و أن لا يتررد، فما كان منه إلا أن مضى في الأمر و تم الزواج بحمد الله.
و بعد مضي حينا من الزمن وقع أن اختلفت الفتاة مع هذا الصديق في أمور العمل فكانت نبرة الصديق عالية نوعا ما، فاضطرت الفتاة إلى تقديم شكوى إلى زوجها الذي سارع إلى الصديق ليستفسر منه فكان جواب الصديق صادما جدا حيث قال للزوج بالحرف الواحد: ( أنا من أشار عليك بالزواج بها فكيف تدافع اليوم عمن اخترتها لك ).
قد تبدوا القصة غريبة نوعا ما لكنها تحوي عبرة و درسا في الشورى التي هي من أمور الدين و التي لا تتعارض البتة مع مبدأ الكتمان في قضاء الحوائج إلا أنها تحتاج إلى شروط أساسية لكي لا يقع التعارض، فالشورى إنما شرعت بقصد تحري الصواب و الوصول إليه، فطلب المشورة هو طلب للرأي السديد فقد قيل:( من اعتصم بالمشورة نجا )، و قيل:( إذا استشرت الناس شاركتهم عقولهم )، فالمشورة تفتح لك نظرا بعيد المدى و بصيرة شديدة الصدى فمن جانب المشورة فقد استبد برأيه، و كم من مستبد كان مآله الهلاك، فإذا كانت الشورى بهذه الأهمية فمن هم أحق الناس بها، و هل لي أن أستشير و أحفظ سري في النفس الوقت؟.
الجواب: نعم، فأن تستشير الناس لا يعني أن تفضح أمورك شرط أن تكون الشورى من أهلها فليس كل الناس يستشار، فإذا استشرت أهلها وفقت في سداد أمرك و كتمان سرك، و إذا استشرت غير أهلها خاب سعيك، و كشف سرك.
فمن هم ياترى أهل الشورى و ما هي الشروط اللازمة فيهم لاستشارتهم؟؟.
إن أهل الشورى لا بد أن تتوفر فيهم شروطا ذكرها القرآن و شرحها رسول الله عليه السلام و اتفق عليها علماء الأمة، و من هذه الشروط :
01)  أن يكون المستشار بالغا راشدا فلا يعقل أن يستشار الطفل الصغير أو الشيخ الخرف أو المجنون، فقد قيل: ( إياك و مشاورة رجلين، شاب معجب بنفسه قليل التجارب في غيره، أو كبير قد أخذ الدهر من عقله كما أخذ من جسمه ).
02)    أن يكون من أهل الإيمان و التوكل على الله، حسن السيرة و السلوك، و أن يكون ممن يقيم أمور الله في ذاته، قال سفيان الثوري: ( ليكن أهل مشورتك أهل التقوى و الأمانة ).
03)  أن يكون من أهل الأمانة فعن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال: ( المستشار مؤتمن )، و هذه هي الصفة الفاصلة بين مبدأ الشورى و مبدأ قضاء الحوائج بالكتمان، فالأمين هو الذي يشير عليك ثم يكتم سرك لأن السر أمانة.
04)  العلم و الخبرة، فمهما توفرت في المستشار من الأمور التي ذكرناها إلا أنها لا تعني شيئا بدون علم، قال صلى الله عليه و سلم: ( من أُفْتِيَ بغير علم كان إثمه على من أفتاه، و من أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه ).
و في هذا الحديث تنبيه إلى صفة العلم و الأمانة  فهما صفتان متلازمتان قرينتان، فلا معنى للعلم بلا أمانة و لا معنى للأمانة بلا علم، و العلم هنا لا يقصد به العلم الشرعي فقط، فالإمام الورع التقي العالم بأمور الدين لا يعني بالضرورة علمه بأمور التجارة، لذلك قيل: كلٌ يستشار في علمه، فالعالم الرباني يستشار في أمور الدين، و العالم الدنيوي يستشار في العلوم والفنون، و التاجر في أمور التجارة و هكذا تكون الشورى برد الأمور إلى أهل الخبرة و الدراية، فقد قيل: ( كل شيء يحتاج إلى العقل، و العقل يحتاج إلى التجارب ).
05)  أن يكون من أهل الصدق و النصيحة و الإرشاد، و الأخلاق الفاضلة، قال بعض العلماء:( لا تشاور إلا الحازِمَ غير الحسود، و اللبيب غير الحقود ).
إن الشورى بمفهومها الواسع و العميق و فائدتها الجليلة البينة، إلا أنها لا تعني البتة أن تتوكل على المستشار في قضاء الحوائج، فإنما الشورى كما أسبقنا الذكر هي طلب الصواب و الوصول إليه، ثم التوكل كل التوكل على الله فهو المستعان و إليه يرجع الأمر كله، قال تعالى:( فإذا عَزَمْتَ فَتَوَكَلْ عَلى الله )، فبعد المشورة و التقصي لا بد من مآل الأمور إلى خالقها و بارئها فهو القادر و هو قاضي الحوائج و هو المستعان في أمور الدنيا و الدين و الحمد لله رب العالمين.


هذا و لا معنى للرسالة إن لم تصل إلى أصحابها.

الحقيقة الكاملة للربح من الأنترنيت.

https://rasaill.blogspot.com/

الكثير منا يسمع  و يقرأ عن الربح من الإنترنيت فلا يعرف إن كان هذا صحيح أم مجرد دعايات، فيبدأ جاهدا في تتبع الأثر لعله يصل إلى مُبتغاه، فيُصدم منذ الوهلة الأولى من كثرة العناوين الزائفة أحيانا و المضخمة أحيانا أخرى، فهذا العنوان: كيف تربح 1000 دولار في الشهر، و آخر: اربح 100 دولار في اليوم، و هناك حتى بعض الخوارق التي تقول لك: اربح آلاف الدولارات شهريا دون أي مجهود !!!.
فإذا أردت أن تطبق شيئا من هذه الدعايات( أقول دعايات لأن أصحابها فقط من يربحون منها )، تجد معظمها عبارة عن مواقع لمشاهدة الإعلانات، أو الضغط عليها، أو قراءة إيميلات( شركات عادة ما تنتهي بكلمة bux مثل neobux netbux ) و غيرها من المواقع التي تعطيك  سنتات مقابل ساعات من الجهد و لك أن تتخيل متى تستطيع ربح واحد دولار على الأقل ؟؟ !! .
قد تتساءل لماذا كل هذه العناوين الزائفة و المضخمة و ما فائدة أصحابها منها فأشرح لك ذلك ببساطة.
إن معظم هذه المواقع تربح من خلال الزيارات أو ما تسمى بالإحالات، أي كلما زاد عدد الزوار كان الربح أوفر، هذه الأرباح تحصل عليها المواقع من خلال عرض إعلانات تحصل عليها من الشركات الكبرى، و للشرح أكثر أقول لك:
تخيل معي أن لديك سلعة معينة تريد بيعها( هذه هي الشركات )، فأنت تحتاج إلى وجود سوق( هذه هي المواقع )، وكلما كان السوق كبيرا و عامرا كانت فرص بيعك أكثر لذلك هذه الأسواق تحتاج دائما إلى عدد كبير من الزوار ( هذا هو أنت ).
إذا غاية هذه المواقع جمع عدد كبير من الزوار لتحقق أكبر قدر من المبيعات لذلك تبدأ في طرح المُغْرِيَاتْ، من هذه المُغريات أن تعطيك ثمن معين مقابل أن تأتيها بزوار فتعطيك رابط تسجيل لنشره في مواقع أخرى و منتديات و كلما سجل أحدهم باسم رابطك تحصل أنت على مبلغ معين، فإذا دخلت أنت للبحث عن فرصة حقيقية للربح تجد نفسك سلعة تم جذبها، ثم تجد نفسك أنت الآخر تنشر هذه الروابط مقابل عائد مادي بسيط جدا يأخذ منك الوقت و الجهد مقابل لاشيء.
إذا السؤال المطروح هل هذه هي حقيقة الربح من الانترنيت؟
الإجابة هي : هذه هي حقيقة ما يروج له في كثير من الأحيان، لكن الحقيقة هي شيء آخر تماما.
يعني هناك مجال للربح الحقيقي؟؟.
نعم هناك عدة مجالات لكنها ليست كما تتخيلها أو تتصورها، و سأذكرها لك في شكل نقاط.
قبل الشروع في ذكر هذه المجالات دعني أغير مفهومك تماما عن الربح من الإنترنيت، لأن بهذا المفهوم أنت تتصور بأن مجرد دخولك إلى هذا العالم  يمكنك من جني الأموال و هذا ما يصدمك عند أول دخول فينتابك شعور بأن هذا الكلام مجرد خرافات.
لذلك دعني أصحح لك هذه الجملة فبدل ما تقول الربح من الإنترنيت عليك القول العمل على الأنترينت ، و طبعا العمل يتطلب مهارة أو ما نسميه دبلوم أو مؤهل لذلك لا عمل من دون مهارة أو مؤهل، و كذلك يتطلب جهدا فكريا و عمليا و ساعات من الزمن تماما مثل العمل في عالمنا الواقعي غير أن عالم الانترنيت أو العمل على الإنترنيت يتميز عن سابقه بالحرية و المرونة و الاستقلالية بالجهد و الأفكار و كذلك الدخل المستقر و الغير المحدود و هذا هو بيت القصيد.
دعني لا أطيل عليك، و لنبدأ في ذكر مجالات العمل على الإنترنيت، إذ هناك مجالات كبرى تعتبر القاعدة الحياتية للربح من الإنترنيت و كل مجال يأتي بعد هذه المجالات لا يمكنه الاستمرار خارج هذه القاعدة الحياتية، وهذه المجالات هي كالتالي:

01)        بيع منتجك الخاص ( selling your own Product ):

 وهو ما يعرف بالتجارة الإلكترونية، و كما قلنا سابقا هي تجارة مثلها مثل التجارة في العالم الواقعي أي لديك منتج تريد بيعه فتبحث له عن من يشتريه، قد يكون المشتري شخصا مستهدفا فتعرض عليه مباشرة منتجاتك، و قد لا يكون مستهدفا فتبحث عنه في المواقع الكبرى و المنتديات ( و هو ما يعرف بالتسويق الإلكتروني ).

02) تسويق منتجات الآخرين ( affiliate marketing ):

 هناك من يملك منتج يريد بيعه لكنه ربما لا يملك الخبرة الكافية لذلك، أو يريد من يساعده على ذلك فيعرض منتجاته على أشخاص لبيعها مقابل مبلغ معين لقاء كل بيع فتكون مهمتك فقط تسويق منتجات الآخرين و الحصول على أرباح معينة.

03)           الربح من الإعلانات ( make money by Ads ):

هذا النوع من الربح هو الأسهل و الأبسط، إذ هناك مواقع كبرى مثل Google  Adsense و حاسوب، تقوم بإعطائك إعلانات لتقوم بعرضها لذلك لابد أن تمتلك موقع إلكتروني أو مدونة ذات محتوى جيد و عدد كبير من الزوار، و يكون ربحك من هذه الإعلانات مقابل المشاهدة أو النقر أي كلما قام أحد زوار الموقع بمشاهدة إعلاناتك أو النقر عليها تحصل أنت على عائد مادي معين.

04)        العمل كمستقل ( Freelancer ):

و يعد هذا العمل كذلك من أسهل الأعمال و أنجحها، ولكي تكون عامل مستقل يجب عليك إتقان مهارة ما أو خدمة ما مثل التصميم، التسويق، المونتاج، الترجمة، كتابة مقالات.... الخ، ثم تقوم بعرض خدماتك في مواقع مخصصة لذلك مثل موقع خمسات، موقع أي خدمة، و هناك عدة مواقع أجنبية أخرى، ما عليك سوى عرض خدماتك أو ما تتقنه و تقديمها مقابل مبلغ معين أنت تطلبه، و هذا النوع من الخدمات يدر عليك الكثير من الفائدة إن كنت مجتهد و تقدم خدمات نوعية و فريدة.
 كما قلنا سابقا هذه هي المجالات الأربعة للربح و القاعدة الكبرى للعمل على الإنترنيت، كذلك هناك مجال آخر للربح و هو تابع للربح من الإعلانات و الذي يعرف بالربح من اليوتيوب، فاليوتيوب اليوم يعتبر أكبر قاعدة تجمع رقمية عالمية، فحسب هذا الموقع فإنه يضم أكثر من مليار مستخدم، حيث يقضون ساعات كثير في مشاهدة الفيديوهات أكثر من أي شبكة تلفزيون في العالم و هو ما يعطي فرص حقيقية للربح، فالربح من هذا الموقع يكون برفع فيديوهاتك و التي تكون عبارة عن ترويج منتج و التعريف به، أو فيديو فكاهي..الخ. بعد رفعك للفيديو يقوم الموقع بوضع إعلانات على فيديوهاتك فتحصل على مبالغ معينة لقاء مشاهدة هذه الفيديوهات من طرف الآخرين.
        إلى هنا تكون مهمتي قد انتهت، فهدفي من هذه الرسالة هو الأخذ بيدك إلى نقطة الانطلاق الحقيقية بدل البحث ساعات طويلة عن كيفية الربح من الإنترنيت ( مثلما كنت افعل )، فقد بينت لك المجالات الكبرى و اللازمة لذلك، و أعطيتك فكرة عامة عن الربح و مجالاته، و الآن أترك لك فقط التعمق في كل مجال، إذ هناك مواقع تشرح لك كل مجال بالتفصيل الممل، ما عليك إلا البدء دون تسويف و دون البحث عن مجالات أخرى من شأنها أن تشتت تفكيرك و وقتك، و كلما تعمقت في هذه المجالات ستفهم أكثر حقيقة الربح من الإنترنيت و ستأتيك أفكار قد تجعل منك المستفيد الأكبر من الأرباح، فكلنا بدأ من العدم و كلنا بدأ بفكرة.
هذا و لا معنى للرسالة إن لم تصل إلى أصحابها



أسباب زيادة الرزق

أسباب زيادة الرزق

https://rasaill.blogspot.com/

إن كلمة رزق أوسع بكثير من أن تكون مالا أو طعاما وشرابا، فالإنسان إذا عرف الله فهذا رزق من الله، إذا ألقى الله في قلب الإنسان الأمن فهذا رزق من الله، إذا ألقى الله في قلب الإنسان الرضا فهذا رزق من الله، السكينة و الرحمة رزق من الله، الصحة و العافية و الزوجة و الذرية الصالحة رزق من الله، لذلك الأرزاق أوسع بكثير من أن تكون مالا أو طعاما و شرابا.
الرزق هو الشيء الذي تنعم به، فنعمة الأمن من أعظم الأرزاق، و الرضا من أعظم الأرزاق، و الصحة من أعظم الأرزاق، فإذا نجاك الله من أمراض عضالة، من ظلم ظالم فهذا من رزق الله، و الجمال و الذكاء و القوة و الحكمة كلها من رزق الله.
و أرزاق الله عز و جل لا تعد و لا تحصى، و لكن معظم هذه الأرزاق يستحقها العبد بإيمانه و توحيده و استقامته، فهذا الذي يستقيم على أمر الله  له عند الله رزق وفير، و هذا الكلام ينطبق على كل مسلم إلى يوم القيامة، و هذا الوعد فوق الظروف الصعبة، و فوق انتشار البطالة، و فوق قلة المكاسب، جميع الظروف الاستثنائية التي تحول بين الإنسان و الرزق تعطل مع هذا الوعد الإلهي، لكل مسلم إذا استقام على أمر الله عز وجل، و كل إنسان يتعامل مع الله وفق هذه الآية له عند الله رزق وفير.
( عبدي، كن لي كما أريد أكن لك كما تريد، كن لي كما أريد، و لا تعلمني بما يصلحك، أنت تريد، و أنا أريد، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد، و إن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد ).
قانون التيسير:
الإنسان أحيانا يشكو من التعسير، لكن الله يقول:
( وَمَنْ يَتَقِ اللهَ يَجْعَلْ لْهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرَا ).
( فَأَمَا مَنْ أَعْطَى وَاتَقَى وَصَدَقَ بالْحُسْنَى فَسَنُيَسِرُهُ لِلْيُسْرَى ).
( وَمَنْ يَتَقِ اللهَ يُكَفِرْ عَنْهُ سَيِئَاتِهِ و يُعْظِمْ لَهُ أَجْرَا ).
ثلاث آيات جعلها الله قانونا للتيسير.
أسباب الرزق
الرزق له سببان رئيسيان:
1) السبب الأول: الأخذ بالأسباب:
أن أسعى، أن أخرج من البيت، أن أقرأ الصحف التي فيها إعلانات العمل، أن أتحرك، أن أفعل كل ما يلزم للحصول على الرزق.
2) السبب الثاني: التوكل على الله:
فبعد ما أقوم بالسبب الذي يوجب لي الرزق أتوكل على الله و أرجع أمري كله لله لأنه وحده الرزاق، لذك لما رأى سيدنا عمر أناسا يتكففون الناس في الحج فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلون، قال كذبتكم، المتوكل من ألقى حبة في الأرض، ثم توكل الله.
وسائل وأسباب زيادة الرزق:
*   تقوى الله تفتح أبواب الرزق:
 أحيانا كلما طرقت بابا رأيته مسدودا، فباب الوظيفة مسدود و باب التجارة مسدود،و باب الصناعة مسدود، فالرزق أحيانا يجعلك في حيرة من أمرك، الأبواب كلها مغلقة، هنا أقول لك: تقوى الله تفتح أبواب الرزق، اتق الله، طبق منهج الله، و انتظر أن يفتح الله لك أبواب رزقه، هذه آية، و لزوال الكون أهون عند الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين، و الآية وعد: (( وَمَنْ يَتَّق اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا )).
هذا الكلام موجه للشباب، الشاب بحاجة إلى عمل، بحاجة إلى مسكن، بحاجة إلى زوجة، و قد يتوهم أحيانا أن الطرق كلها مسدودة.
((وَمَنْ يَتَّق اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبْ )).
هذا كلام خالق الأكوان، هذا كلام من هو طليق الإرادة، هذه الآية و ما فيها م وعد لا علاقة لها بالظروف كلها، ظروف صعبة، بطالة، فرص عمل قليلة، هذا كله كلام غير مقبول.
1) الاستقامة على أمر الله:
أول أسباب زيادة الرزق الاستقامة على أمر الله، فقد يحرم العبد بعض الرزق بالمعصية، ( وَأَلَوْ استَقَاموا على الطَريقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَاءً غَدَقًا ).
2) الإيمان و التقوى:
( وَلَوِ أَنَّ أَهْلَ القُرى آمنُوا واتَّقَوا لَفَتَحْنَا عَليهم بَرَكاتٍ مِنَ السَماءِ و الأَرْض ).
فالإيمان و التقوى أحد أسباب الرزق، عليك أن تعبد الله و على الله الباقي، أُعبُدِ الله و هو يتولى رزقك.
3) الصلاة:
من أهم أسباب زيادة الرزق، يقول تعالى:
( وَأْمُرْ أَهلك بالصلاة واصْطَبِرْ عَليها لاَ نَسْأَلك رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ والعاقِبَةُ لَلْتَقْوَى ).
البيت الذي تؤدى فيه الصلوات بيت مرزوق، و المحل الذي يصلي أفراده الصلوات الخمس محل مرزوق.
4) الاستغفار:
جاء رجل إلى بعض العلماء يشكو له عدم الإنجاب، قال له: استغفر الله، إنسان آخر يشكو له من مشكلة فيما بينه و بين أهله، قال له: استغفر الله، و إنسان سأله أن المطر لا يهطل، قال له: استغفر الله، فقال الرجل: عجبت لك يا إمام، أو كلما سألك إنسان تقول له: استغفر الله، قال الإمام: اسمع قول الله تعالى:
( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَكُمْ اِنَّهُ كَانَ غَفّارًا، يُرْسِلِ السَماَءَ عَلَيِكُمْ مِدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وبَنينَ و يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَاتِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ اَنْهارًا ).
هذا كلام خالق السماوات و الأرض، و زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين.
5) إتباع سنة النبي عليه الصلاة و السلام:
 ( وَماَ كَانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ وأَنْتَ فِيهِمْ ).
معنى الآية بعد انتقال النبي عليه الصلاة و السلام إلى الرفيق الأعلى: أي يا محمد
مادامت سنتك مطبقة في بيوتهم و في أعمالهم، و في كسب أموالهم، و في إنفاقها، و في حلهم و ترحالهم، و في أفراحهم و أتراحهم، مادامت سنتك مطبقة فيهم فهم في مأمن من عذاب الله، فإذا عذبت أمة محمد عليه الصلاة و السلام فهذا دليل عدم تطبيق السنة.
6) صلة الرحم:
سبب آخر لزيادة الرزق، يقول عليه الصلاة و السلام:
(( من أحب أن يبسط له في رزقه و يُنْسَأ له في أثره- أي في اجله- فَلْيَصِلْ رَحِمَهْ )).
أحد أسباب زيادة الرزق أن تصل رحمك، وأن تعفو عمن ظلمك، وأي إنسان يخرج من ذاته لرعاية من حوله من أقربائه فهذه صلة للرحم.
من السذاجة أن نتوهم أن صلة الرحم أن تطرق باب قريبك في العيد، و تسلم عليه، و تعود إلى بيتك، صلة الرحم تبدأ باتصال هاتفي، تمر بزيارة، بتفقد الأحوال، بمساعدة، بدلالة على الله، فإذا اتصلت به و زرته، و تفقدت شؤونه و أعنته، ثم دللته على الله فهذه هي صلة الرحم.
7) إقامة القرآن:
يقول تعالى: (( وَلَوْ أَنَهُمْ أَقاَموُا التَوْرَاة و الإنْجِيلْ ومَا أُنْزِلَ إلَيهُمْ مِنْ رَبِهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ اَرْجُلِهِمْ )).
و يقاس على ذلك لو أن المسلمين أقاموا القرآن الكريم في بيوتهم لأكلوا من فوقهم، و من تحت أرجلهم، هذه الآية دالة على عظمة الله، وهذه آيات مبشرة، اقرأ القرآن الكريم، و انظر إلى البشريات التي فيه لمن استقام على أمر الله.
خاتمة:
أيها الإخوة الكرام، لا بد من التأكيد أن الاستقامة على أمر الله، و الإيمان بالله، و التقوى، و صلة الرحم، و إقامة منهج رسول الله، و الاستغفار هذه كلها من أسباب زيادة الرزق، و كل واحد منا حريص على زيادة رزقه، و لكن الشيء الذي ينبغي أن يكون واضحا جدا هو أن الله قَطَعَ البشر عن أن يكون لهم دور في إنهاء حياة بعضهم بعضا، و في رزق بعضهم بعضا، كلمة الحق لا تقطع رزقا، و لا تقرب أجلا، و من ابتغى أمرا بمعصية كان ابعد مما رجا، و أقرب مما اتقى، و ما عند الله لا ينال بمعصية الله، و مستحيل و ألف ألف مستحيل أن تطيعه وتخسر، و مستحيل و ألف ألف مستحيل أن تعصيه وتربح، و مستحيل و ألف ألف مستحيل أن تطيعه و تذل، و أن تعصيه و تعز، سبحانك لا يذل من واليت، و لا يعز من عاديت، و هذه و سائل السلامة و السعادة، و زيادة الرزق، و الله سبحانه و تعالى هو الرزاق، و لكن للرزق قواعد بينها القرآن الكريم، و بينتها سنة سيد المرسلين.
و الحمد لله رب العالمين.

من سلسلة معاني أسماء الله الحسنى للشيخ محمد راتب النابلسي بتصرف.
شاهد الرسالة كفيديو
           

الصيام بين الحقيقة العلمية والإعجاز الرباني.......... أرقام مذهلة


قال الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ".
لقد فرض الله سبحانه علينا صيام شهر رمضان في الثاني من العام الهجري، فكان من أعظم الشهور وفيه أعظم الليالي * ليلة القدر *، إذ تكثر فيه الطاعات و الصدقات و تتنزل فيه الرحمات، و تُصفد فيه الشياطين و تغلق أبواب النار و تفتح أبواب الجنان، و تعتق فيه الرقاب، فكان بحق أعظم الشهور.
و لقد ألفنا أن كل عبادة يفرضها الله لنا إلا و لها أبعاد أكثر مما نراها نحن معشر البشر، فنحن نؤدي الفريضة و في الغالب لا نعلم ما تسوقه لنا من نعم جزيلة، و فائدة جليلة، و كل هذا لنكتشف فيه قدرة الله وعظمته و قد صدق إذ قال سبحانه:" سنريهم آياتنا في الأفاق و في أنفسهم أفلا يتذكرون ".
  و هو ما يؤكده العلم الحديث اليوم عبر آلاف من الأبحاث في العالم الإسلامي و الغير الإسلامي، و الذي توصل بحق إلى اكتشاف جملة من الفوائد التي لا تعد و لا تحصى، و التي تروي لنا قصة إعجاز خالقها رب البشر.
يقول أحد الأطباء: '' يدخل إلى جسم كل واحد منا في فترة حياته من الماء الذي يشربه فقط أكثر من مأتي كيلو غرام من المعادن و المواد السامة، فظلا عما يستهلكه من الهواء الذي يستنشقه من مواد سامة و ملوثة مثل أكسيد الكربون و الرصاص و الكبريت ''.
كل هذه المعادن لا يستطيع الجسم امتصاصها أو الاستفادة منها فتكون عبئا ثقيلا تشعره بالضعف و الوهن و الاضطراب في التفكير، فتكون بذلك السبب و راء العديد من الأمراض المزمنة،  فكان أحسن علاج لها هو الصوم الذي يقوم بتنظيف هذه الخلايا و استئصال المواد المتراكمة فيها.

* الصوم سلاح فعال للاضطرابات النفسية:

لقد عالج الدكتور yuri nikolayev  مدير في معهد موسكو النفسي أكثر من سبعة آلاف مريض نفسي باستخدام الصوم، حيث استجاب هؤلاء لدواء الصوم في فشلت وسائل العلاج الأخرى، و اعتبر أن الصوم هو الدواء الناجع لكثير من الأمراض النفسية المزمنة مثل الفصام و الاكتئاب و القلق و الإحباط.
ذلك لأن الصوم يقدم للمخ استراحة جيدة، و يقوم بنفس الوقت بتطهير خلايا الجسم من السموم، و هو الأمر الذي أكدته إحدى المجلات الطبية اليابانية في دراسة لها أن الصيام يحسن القدرة على تحمل الإجهادات، و مواجهة الصعاب الحياتية، بالإضافة لمواجهة الإحباط المتكرر، كما أنه أي الصوم يحسن النوم و يهدئ الحالة النفسية.

* الصوم سلاح ضد البدانة:

هناك 60%  من الشعب الأمريكي يعاني من زيادة الوزن الطبيعي، و قد كلفوا الدولة الأمريكية 117 مليار دولار في سنة واحدة عام 2002، إضافة إلى 300 ألف وفاة سنويا بسبب مشاكل الوزن الزائد الذي يكون بدوره سببا رئيسيا في الكثير من الأمراض مثل السكري و القلب و التهاب المفاصل، و مشاكل الجهاز الهضمي، و التنفسي.
فالصيام خير علاج لهذه الأمراض، إذ حالما يبدأ الجسم بالصيام تبدأ الخلايا الضعيفة و المريضة في الجسم بالموت لتكون غذاء للجسم حسب قاعدة الأضعف يكون غذاء للأقوى، كما يبدأ الجسم بممارسة عملية الهظم الآلي للمواد المخزنة على شكل شحوم ضارة.
و يؤكد العلماء أن هذه العملية تكون في أعلى مستوياتها في حالة الصيام الكامل" الصيام الإسلامي".

* الصوم يخفض الطاقة الجنسية:

إنتاج الهرمون الجسمي يكاد يكون معدوما خلال الصوم، وهو ما حدثنا عنه الرسول صلى الله عليه و سلم بقوله: " فعليه بالصوم فإنه له وجاء "، و الوجاء هو رض عروق البيضتين فيكون شبيها بالخصاء، الذي يؤدي إلى انخفاض هرمون الجنس حتى الحدود الدنيا.

* الصوم يؤخر الشيخوخة:

إن التنظيف المستمر للخلايا باستخدام الصيام يأدي إلى إطالة عمر هذه الخلايا و بالتالي تأخر الشيخوخة، فالصيام هو وسيلة لتجديد خلايا الجسم بشكل آمن و صحيح، وهو أفضل طريقة للسيطرة على جسم صحيح و معافى.

* الصيام يعطي طاقة أكبر للجسم:

أكثر من عشر طاقة الجسم تستهلك في عمليات مضغ و هضم الأطعمة و الأشربة التي نتناولها، و هي تزداد مع زيادة الكميات المستهلكة من الطعام و الشراب، لذلك فالصيام يؤدي إلى توفير تلك الطاقة و يتم استخدامها في عملية التطهير و إزالة السموم، لذلك يشعر الإنسان بالراحة و الرشاقة.

* الصوم لشفاء الأمراض:

و هناك قائمة طويلة من الأمراض التي يعالجها الصيام نذكر منها:
01) آلام المفاصل:
و هذا من خلال دراسة نرويجية و التي أثبتت أن صيام أربعة أسابيع متتالية( و هي بقدر مدة شهر رمضان )،  يساعد على الشفاء من آلام الظهر و العمود الفقري و الرقبة، و التهاب المفاصل.
02) أمراض الجهاز الهضمي:

أكد الباحثون أن 85% من الأمراض تبدأ في الكولون غير النظيف و الدم الملوث، لذلك فإن الصيام أنفع وسيلة للأشخاص المصابين بالإمساك المزمن و الأمراض المزمنة للجهاز الهضمي، و التهاب الكولون و التهاب الأمعاء.
كما يقوم الصيام بعلاج الحالات التالية:
* ضغط الدم العالي.
* علاج الربو و أمراض الجهاز التنفسي.
* الأمراض القلبية و تصلب الشرايين.
* أمراض الكبد.
* أمراض الجلد و بخاصة الحساسية و الأكزيما المزمنة.
* الوقاية من مرض الحصى الكلوية.
* علاج الأمراض الخبيثة مثل السرطان.
* كما يعتبر السلاح رقم واحد في الطب الوقائي.
و تعتبر هذه النتائج حقيقة لدراسات علمية أجريت على آلاف المرضى في بلاد غير مسلمة.

* من أقوال أطباء غير مسلمين عن الصوم:

يقول الأطباء أن الصوم يعني:
وزن أقل، جلد نقي، إزالة للسموم، إصلاح للأنسجة، انخفاض في الألم، زيادة في التركيز، استرخاء، توفير للغذاء و الوقت.

* الصوم معجزة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم:


قال الرسول صلى الله عليه و سلم ( والصوم جُنة )، و معنى كلمة جُنة هو السلاح الذي يستتر به المرء، فهو سلاح يقي جسم الإنسان بمعنى الكلمة، و هذا ما لخصه القرآن الكريم بكلمات بليغة ووجيزة في قوله سبحانه: " و أن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ".
جميع الحقوق محفوظة لــ رســــــــــــــائـــــــــل 2015 ©